السياق العام
سبق أن أشرنا إلى أن البحث التاريخي يستدعي شحذ كل المعارف التي يمكن أن تنير على الباحث طريقه مخافة أشواك يمكن أن تعثر مسيرته في البحث، أو روايات مظللة. و بما أننا نعتبر حاضر الواقع المعاش لا ينفصل عن الماضي، فمن الطبيعي أن نربط بين السلوك الثقافي لساكنة منطقة أكوراي وبين الأحداث التاريخية أي نظرية السبب و المسبب. و في السياق ذاته طرحت من قبل إشكالات على سبيل من نحن؟ فلم نجد جوابا شافيا. و بعد النبش أكثر فأكثر تبين أنه من السهل أن تستنتج، لكن من الصعب أن تثبت. فجاءت في هذا السياق فرضيات كثيرة لا تتعارض بل يعزز بعضها الآخر.(اللف و النسب، الطموح و التخريف، الأفكار المنمطة...).
اخترنا أن نتحدث و لو باقتضاب عن العلاقة بين رأس السنة الأمازيغية و الاحتفالات بالمنطقة، كدليل على الانصهار الموجود بين طقوسها و العرق الذي يتبناها، على أمل نفض الغبار عن صفحات غابرة من تاريخنا المحلي.
يحـتـفـل سكان المنطقة ـ على غرار الأمازيغ ـ برأس السنة الأمازيغية"إض سكاس"، هذه العادة التي يصعب أن نؤصل لها تاريخيا في المنطقة، لكن وثقتها الكتابات التاريخية إقليميا؛ إذ تعـزيها إلى ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شيشونغ"(929 ـ 950 ق.م)على ملك الفراعنة "رمسيس الثاني" سنة935 قبل الميلاد. مما أسفر عن تأسيس الأسرة الثانية بعد العشرين، فظل الحكم متوارثا بين الأمازيغ في مصر حتى غاية 715 قبل الميلاد. و يعد"تافناخت" آخر فرعون أمازيغي قاد مصر. و ليس كما حاول البعض أن يروج له في كونها سنة فلاحية. لكننا بهذا الطرح لا ننفي أن يوم 13 يناير يدشن لبداية السنة الفلاحية ، و عليه فالفرق يكمن في أن هذه الأخيرة سنة لجميع الأعراق و ليس لعرق واحد . فما الذي يجعل الأمازيغ يحتفلون بها؟
لا يبدو هذا الطرح سـديدا ، مما يعـطي للسنة الأمازيغية خصوصية تنفرد بها دون غيرها ،تستمدها أساسا من كونها السنة الوحيدة التي يحتفل بها بصرف النظر عن الجانب الديني .
و في تأويلنا للبرتوكولات العرفية الموازية للاحتفال التي يكاد فيها الكسكس يكون محور العملية لا بد من الإشارة إلى دلالة الحصول على نواة التمر وسط آنية الكسكس الممتلئة؛ فكل أسرة أو عائلة يحصل فيها الابن أو البنت على ذاك النواة تعتبره رمزا للبركة ، و هذا ما يمثله شيشونغ بالنسبة للأمازيغ، لذا لا يتردد الصغير و الكبير في ملء البطون أملا في انتزاع هذه الرمزية مدة عام. فأي علاقة تاريخية بين ذا الذي يقول إني أنتسب إلى... و يمارس الطقوس، بل لا يقصر في شكلياتها. لكن المحير أكثر أولئك الذين لا يستحضرون الجزء من الكل أو الجل من الكل. يودون أن تكون إما بيضاء أو سوداء و لا وسط بينهما....؟؟؟؟
سبق أن أشرنا إلى أن البحث التاريخي يستدعي شحذ كل المعارف التي يمكن أن تنير على الباحث طريقه مخافة أشواك يمكن أن تعثر مسيرته في البحث، أو روايات مظللة. و بما أننا نعتبر حاضر الواقع المعاش لا ينفصل عن الماضي، فمن الطبيعي أن نربط بين السلوك الثقافي لساكنة منطقة أكوراي وبين الأحداث التاريخية أي نظرية السبب و المسبب. و في السياق ذاته طرحت من قبل إشكالات على سبيل من نحن؟ فلم نجد جوابا شافيا. و بعد النبش أكثر فأكثر تبين أنه من السهل أن تستنتج، لكن من الصعب أن تثبت. فجاءت في هذا السياق فرضيات كثيرة لا تتعارض بل يعزز بعضها الآخر.(اللف و النسب، الطموح و التخريف، الأفكار المنمطة...).
اخترنا أن نتحدث و لو باقتضاب عن العلاقة بين رأس السنة الأمازيغية و الاحتفالات بالمنطقة، كدليل على الانصهار الموجود بين طقوسها و العرق الذي يتبناها، على أمل نفض الغبار عن صفحات غابرة من تاريخنا المحلي.
يحـتـفـل سكان المنطقة ـ على غرار الأمازيغ ـ برأس السنة الأمازيغية"إض سكاس"، هذه العادة التي يصعب أن نؤصل لها تاريخيا في المنطقة، لكن وثقتها الكتابات التاريخية إقليميا؛ إذ تعـزيها إلى ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شيشونغ"(929 ـ 950 ق.م)على ملك الفراعنة "رمسيس الثاني" سنة935 قبل الميلاد. مما أسفر عن تأسيس الأسرة الثانية بعد العشرين، فظل الحكم متوارثا بين الأمازيغ في مصر حتى غاية 715 قبل الميلاد. و يعد"تافناخت" آخر فرعون أمازيغي قاد مصر. و ليس كما حاول البعض أن يروج له في كونها سنة فلاحية. لكننا بهذا الطرح لا ننفي أن يوم 13 يناير يدشن لبداية السنة الفلاحية ، و عليه فالفرق يكمن في أن هذه الأخيرة سنة لجميع الأعراق و ليس لعرق واحد . فما الذي يجعل الأمازيغ يحتفلون بها؟
لا يبدو هذا الطرح سـديدا ، مما يعـطي للسنة الأمازيغية خصوصية تنفرد بها دون غيرها ،تستمدها أساسا من كونها السنة الوحيدة التي يحتفل بها بصرف النظر عن الجانب الديني .
و في تأويلنا للبرتوكولات العرفية الموازية للاحتفال التي يكاد فيها الكسكس يكون محور العملية لا بد من الإشارة إلى دلالة الحصول على نواة التمر وسط آنية الكسكس الممتلئة؛ فكل أسرة أو عائلة يحصل فيها الابن أو البنت على ذاك النواة تعتبره رمزا للبركة ، و هذا ما يمثله شيشونغ بالنسبة للأمازيغ، لذا لا يتردد الصغير و الكبير في ملء البطون أملا في انتزاع هذه الرمزية مدة عام. فأي علاقة تاريخية بين ذا الذي يقول إني أنتسب إلى... و يمارس الطقوس، بل لا يقصر في شكلياتها. لكن المحير أكثر أولئك الذين لا يستحضرون الجزء من الكل أو الجل من الكل. يودون أن تكون إما بيضاء أو سوداء و لا وسط بينهما....؟؟؟؟